وماسبق مختصر لنسب ال حميقان اما تاريخ ال حميقان فمتوارث كابر عن كابر منذ اجدادهم العظام قحطان وكهلان ومذحج الطعان..
ثم اجدادهم الكرام بني الحارث بن كعب فمنهم الملك الموحد حارث بن كعب الذي شهد الاخدود ورفض ترك دين التوحيد الذي اتى به عيسى عليه السلام واعتناق اليهودية وفضل حرقا على ذلك ثم امتيازهم على عرب الجاهلية بانهم اهل كتاب وحكمه في مجتمع انتشرت به عبادة الاوثان ثم اشتهارهم بلقب جمرة العرب كونهم القبيلة الوحيدة القائمة بدون احلاف ثم اكرام الرسول صلى الله عليه وسلم لهم عند مقدمهم لمباهلته واسلامهم ...قال صلى الله عليه وسلم يوم راى مقدمهم من هؤلاء القوم كانهم رجال في الهند (لهيبة منظرهم وحسن طلعتهم) وقال لهم (بما كنتم تغلبون الناس قالوا انا نجتمع ولانفترق وانا. بنو عبيد وانا لانبدا احدا بظلم ..فقال صلى الله عليه وسلم صدقتم )
ومنهم العباب الاكبر ربيعة دهي بن كعب جد ال حميقان الاول ويزيد بن عبدالمدان. ويزيد بن الحارث بن مالك وشريك الاعور ثم من المتأخرين العباب الاصغر احمد بن علاء بن علاء بن حميدان جد ال حميقان الاحدث وال علاء بن علاء لهم اسهامات كبيرة في الدفاع عن ارضهم وعرضهم ومذهبهم السني منذ الدولة الطاهرية وبداية تمدد دولة الائمة الزيود في مناطق مذحج وكان ال حميقان هم عماد جيش سلطنة البيضاء وفرسانها الميامين استشهد منهم اكثر من سبعين فارس في معركة الزهراء بين جيوش الائمة..
قال المؤرخون في تلك المعركة ولم يصمد في تلك المعركة التي حدثت في ثلاثينيات القرن التاسع الهجرى الا ال بن علاء بن عمر استشهد منهم اكثر من سبعين حتى كلت كثيرا من بيوت ال حميقان وكادت القبيلة ان تفنى ...وبعد تلك المعركة اخذت قبيلة ال حميقان السنان بعقالها ال مشيب بن عمر بن احمد بن محمد بن عبدالله بن ابوبكر بن العباب وكانت مقر عقال ال حميقان في حصن مشقف بسيلة المرباح ثم انتقلت المعقلة لال حفيظ بن منبه من ال علي بن احمد بن محمد بن عبدالله بن ابوبكر بن العباب في منطقة الغول لسود في الحبج الاعلى ثم انتقلت المعقلة لال حسين بن عمر بن احمد بن محمد بن عبدالله بن ابوبكر بن العباب في المشحون الزاهر وشماخ وجمعانيه في وديان نعوة ثم انتقلت لاحمد عوض سالم حسين بن علي بن عمر بن احمد بن محمد بن عبدالله بن ابوبكر بن العباب واخوه موسى عوض في الغول نعوه ثم انتقالهم الى الزاهر بعد عمرانه على يد الشيخ العلامة موسى عوض سالم وابنائه قبل 300عام ثم تحول معقلة ال حميقان الى مشيخة في عهد الشيخ صالح موسى عوض وابنيه الشيخ عثمان صالح موسى وعبدالرب صالح موسى ثم ابنه علي عبدالرب صالح وسالم عبدالقوي صالح..
وتاريخ ال حميقان الحديث مليئا بالاحداث الجسام ودائما كان الصراع مع دولة الائمة الزيود ثم مع ال الرصاص بعد انفراط عقد الشراكة بينهم على مقاليد سلطنة البيضاء حتى استطاعوا اخيرا القضاء عليها في 1920م الامر الذي ادى الى استنجاد سلطانها بالامام يحيى حميد الدين الذي ارسل جيشا من عشرات الالوف لتاديب ال حميقان ومع انهم احتلوا البيضاء الا ان بلاد ال حميقان ظلت عصية على الزيود رغم خذلان قبائل بنير لال حميقان والسلطنات المجاورة لهم الا ان ال حميقان وقعوا صلح الانداد مع الزيود عام 1924م ومن بنوده 1_اعفاء قبيلة ال حميقان من الضرائب والمكوس وحتى الزكاة نظرا لفقرهم (والمصطلح الاخير سياسي حتى لايقال ان ال حميقان منعوا الزكاة عن الزيود) والبند الثاني ان اراضي ال حميقان محرمة على جيوش الزيود فلايدخلوها ابدا ومهما كان الامر واخيرا يكون حاكم ال حميقان منهم وقضائهم على المذهب الشافعي ...
وهذه الامتيازات لم تعطى لاي قبيلة في اليمن وقعها من جانب ال حميقان الشيخ علي عبدالرب صالح والشيخ طاهر عثمان صالح والشيخ عبدالله عبدالقوي صالح وجميع عقال ال حميقان ومن جانب الزيود قائد جيوشهم عبدالله الوزير وظلت بنودها سارية حتى في عصر الجمهورية ...
كانت الاتفاقية من ثمار معركة كبد الكبرى عام 1922م التي استشهد فيها اسد ال حميقان وحامل بيرقها الشيخ محسن عبدالرب عبدالخالق الحميقاني ووصول الزيود الى قناعة ان هذه القبيلة عصية على اعتى خصومها ...وتمر الايام ويتم الغدر بشيخ ال حميقان علي عبدالرب الحميقاني في البيضاء ويتم اعتقاله وهو ضيف عند عامل البيضاء ابن اسحاق ويسجن في قلعة البيضاء وفي ذلك قال الشاعر مخلدا هذه الحادثة ..
الا قلعة البيضاء لش امدقه من امساس ..
حبستين امحميقاني وهو ذي يحبس الناس ..
ثم تم اقتياد الشيخ علي عبدالرب صالح الحميقاني في عكفة كبيرة الى صنعاء الى سجن قصر السلاح وفي الطريق مر على رداع والجميمة في سنبان فقال ...
رداع انتي والجميمة
كنت اجزعش والقلب سالي ..
واليوم في حلقة وعسكر واسحاق خذ حقي ومالي ...
وفي السجن تعرف على شيخ قبيلة مراد علي ناصر القردعي وشكلا ثنائيا مرعبا ضد دولة الائمة الزيود فمراد عمود مذحج وال حميقان هامتها وبهما سيفرض واقع جديد ..
يقول الشاعر ..
عهد الحميقاني معك يالقردعي ..
عهد الحميقاني كما جدك وبوك ..
جاب الجنابي والفرود المندعي ..
واطامرت لانمار من فوق الشبوك ..
والقصة مشهورة يعرفها القاصي والداني والمندعي بن علي عبدالرب قام بتهريب السلاح ومناشير تكسير القيود في تنكات السمن وقام بعدها الشيخان الحميقاني والقردعي بقتل الحراس والهروب من سجن القصر وكان الامام الزيدي يحيى حميد الدين قد اقسم الا يخرج الشيخان الى امواتا الى مقبرة خزيمة ...
وبعد خروجهما توجها الى مقبرة خزيمة وكتبا على قبر ام الامام قد جئنا بحسب قسمكم الى خزيمة ثم هربا من طريق خولان وراى الشيخ علي عبدالرب الحميقاني جبال خولان الشاهقة فقال ..
يا ذا المصانع ذي بديتي ..
ماشي على امشارد ملامه ..
قولوا ليحيى بن محمد ..
بانلتقي يوم القيامة..
يحرم عليه قصر صنعاء..
ولو حفر لي قبر قامه ..
لوشي معي سبعين رامي ..
بدخل ليحيى لا مقامه ...
ثم خرجا من جهة بني ضبيان الى مراد وجحافل جيش الامام يحيى تطاردهم ثم الى مرخة ومنها الى الزاهر ال حميقان وفي ذلك يقول القردعي ..
ياما وياما قبايل مثلنا واحسن..
كمن مداح نفسه ماهو انساني ..
من بيت ساس الحروبة منه اتزون ..
بيت اهل موسى عوض ياحسن حميقاني ..
وبمناسبة هروبه من سجن الامام يحيى يقول الشيخ علي عبدالرب الحميقانيِ
قال الحميقاني كتبنا..
لاعند مولانا رساله ..
من حبس يحيى كم شكينا ..
قالوا نقدم له كفاله ..
جوب عليه من حبسنا ..
قال ان ذا حكم العداله ..
واثنى خزيمة تنتظرنا..
يحيى ذكر لي في مقاله ..
والسع بعون الله خرجنا ..
والا شربنا من زلاله ..
ليلة فتحنا ابواب سكنا ..
والبرق يلمع في نصاله..
قولوا ليحيى ذي جهلنا ..
ماليوم يامولى الجلاله..
قلتك فريضه لا حيينا ..
ماعذر منه لامحاله..
وفي هذه الابيات وضح انه مع القردعي سيقوما بقتل الامام يحيى الظالم طال الوقت ام قصر ...ولعل ابنه الشيخ المندعي بن علي عبدالرب الحميقاني انفذ وصية ابيه مع الشيخ علي ناصر القردعي كونه استشهد قبل 1948م تاريخ قتل الامام يحيى حميد الدين..
وهذه ابيات للشاعر محمد صالح محسن الحميقاني عند خروج الشيخ علي عبدالرب صالح الحميقاني مع القردعي من سجن الامام يحيى حميد الدين ..
قال ذري الحماقن يا الحليل ابدعي ..
ويالمسواني في البحر الغريق انزعي ..
غنين لابن الحميقاني ابو المندعي ..
خرج من القصر واخرج جنبه القردعي ..