(العليان القردعي والحميقاني)
الشيخ علي عبدالرب الحميقاني
صديق ورفيق الشيخ علي بن ناصر القردعي
وزميله في سجن الكهنوت
الشيخ علي الحميقاني هو قائد معركة مشعبة في البيضاء مع جيش الإمام والتي كانت الحملة الثالثة من حملات يحيى على البيضاء والتي قادها الشامي بعد خسارة جيش يحي معركة كبد الشهيرة والتي شارك فيها الشيخ علي عبدالرب واستشهد فيها البطل محسن الحميقاني صاحب الجنبية الشهيرة بين القبائل
ومما تزمل به الشيخ علي عن كبد ثم مشعبة قوله
ويوم الوزير اقبل علينا مقدما
وجا وان قومي في مراكزهم نضور
ولا مشعبة حيث امشالي تفلهما
وظلت تفاصح في امساعي وامضبور
لكن الحملة الثالثة بقيادة الشامي كانت كبيرة وهي التي قال ابن جحاف لما رأى كثرة جيش الإمام فيهاعام 1923م
يا درب ذي ناعم وياحيد السما
بتخبرك كم جت من القبله زيود
خمسه وسبعين الف ذي عديتنا
من عسكر الشامي توطي يالحيود
فرد الشيخ علي عبدالرب الحميقاني
لاهم انا الشامي ولا احسب عسكره
وعادني باسي من امزيدي جلود
بدحق بها بالشوك ولا بالرثى
لاما يبان اللحم من بين اللحود
العجيب أن جيش يحيى الذي قاده الشامي وانتصر فيها على قبائل البيضاء في الحملة الثالثة
كان معززا بقبائل مراد حيث استنجد بهم الإمام على قبائل البيضاء
وكان الشيخ ناصر مسعد عباد القردعي والد الشيخ علي القردعي
على رأس من حشد لقتال قبائل البيضاء في ظل سياسة الإمام فرق تسد وصك الحجر باختها
لذا بعد خسارة قبائل البيضاء لمعركة مشعبة في الحملة الثالثة لجيش الشامي 1923م
تزمل الشيخ الحميقاني مبينا أثر قبائل مراد في خسارتهم المعركة
قال الحميقاني صليب الراس - وقرن راسي من حديدي
لولا المرادي ذي له الغلاس - ماكان قلت لك سيدي
ولعل عذر مراد طلب السلطان الرصاص لهم لدخول البيضاء مناصرة له على آل حميقان مع جيش الإمام لثأر قبلي بينهم
ولذا لما أنكرت قبائل البيضاء على الرصاص ذلك تزمل قائلا
يا قلعة امبيضاء سلامــي - جبنا امرادي لبنِ مره
من بعد خي صالح بن أحمد - ما جرت الدنيا تجـــره
وقد ادرك السلطان الرصاص خطأه بعد ذلك وانخرط في المقاومة ضد تواجد الإمامة في البيضاء ولجأ الى قبائل العوالق لإعانته في ذلك
ورغم إعانة مراد للإمام إلا أن الكهنوت يحيى بعد ذلك شن حملات على مراد فادرك الجميع حاجتهم للمناصرة
وجات المحبة بعد العداوة ببين مراد وآل حميقان
واقترن القردعي مع الحميقاتي وتزاملا في السجن ثم في النضال والاستشهاد
وتوثقت الصلة بين مراد و آل حميقان لا سيما بعد سجن الشيخين وخرجهما منه
ولذا لما أرسل الشيخ القردعي قصيدته الشهيرة يستحث فيها السلطان محمد العوذلي استحث أيضا قبائل يافع وال حميقان
فمما قال
صاب الله الوقت ذي جانـي وقال إذهن
قُـم شُــل حِـمل الغلط من فوق لأذاني
قد هُـم على شور من صـنعاء الى لندن
وتعاضدوا كلهم سيـد ونصـــرانـي
وتقاسموا الارض كـُـلـن مـنهـم وثــًـن
في اليمن كـدروا عـاقل وســـلطاني
يا ما ويا ما قبايل مثلنا واحسن
لإن مــداح نفســه ما هو إنســاني
وبعـد يا مُـرسلي قُــم شُـد لك مُـرسل
من حـد بـن هــرهــره والجـد همدانــي
ســلطان يافــع عـظـيم الراس متمكن
يا ضـلع ذي من صـفاتك يسر البانــــي
لا بيت سـاس الحُـروبه ذي لها اتزون
بيت اهل موسى عوض يحـسن حميـقاني
تشهد له القبـيلـه كـُـلن وهـوه قد زن
ويشـهد القـصـر ليلـة كان ما كانـــي
طريقك ارض الحماقـن يا غـرير اشحن
تاوي مكيــراس في مـركــز بـريـطاني
وانزل ثِره وانت بين الدوله اهل الفن
هم في الكُـبيده مع هِــيك وعنـســانــي
وللعلاقة بين القردعي والحميقاني
الشيخ القبلي نمران لما رد على القرعي في قصيدة يصبره
ذكره بصبر قرينه الحميقاني
فمما قال
الصبر ياقردعي صبر الحميقاني
وصبر عيلان ذي قابل الرونه
وأما المندعي بن علي عبدالرب الحميقاني
فهو الابن الأكبر للشيخ علي عبدالرب
واسمه عبدالقوي علي عبدالرب
لكن لما كبر سماه أبوه المندعي
أي أنه مندعي القبيلة ومن يلاذ به ويرجع إليه
لما رأى من فروسيته وشجاعته ونجدته
والشيخ المندعي هو من سافر مع جدته أم الشيخ علي الحميقاني إلى صنعاء بحجة زيارة والده
وهو من خطط لهروب والده وقرينه القردعي من السجن
وأدخل لهم الجنابي والمسن الى الزنزانة في أسفل تنكة سمن لحمها عند حداد في صنعاء
ولما هرب القردعي والحميقاني بعد أن قتلوا الحراس
اصر الحميقاني على القردعي أن يمروا بمقبرة خزيمة لأن الإمام توعدهم بأن لا يخرجون إلا إلى خزيمة أي أمواتا
فأصر على المرور بخزيمة تبكيتا وسخرية بيحيى
ثم اتجهوا حدة ثم خولان ثم بني ضبيان ثم حريب والمصعبين و مرخة
وفي كل منطقة تستقبلهم القبائل بالزوامل والضيافة
مما يدل على ابتهاج قبائل اليمن بكل من يناهض الإمامة
ولما وصلوا مرخة
ورحبوا بهم متزملين
حيا الحميقاني وحيا القردعي
حلف الحميقاني كما عمك وابوك
جاب الجنابي والفرود المندعي
وتطمارت لنمار من بين الشبوك
وعند وصولهم مرخة كان الحميقاني أول من أقبل عليهم قبل القردعي فقالوا :
حيا بكم ياذي ولبتوا عندنا
لا بطن مرخه ذي عمدها بن هلال
قل للحميقاني سنان القبيله
وين المرادي ذي طعنها في الحوال
فلما اقبل بعده القردعي تزملوا :
حيا الله الليلة قدوم القردعي
الهيم ذي وزع على الدنيا عياه
القردعي عندي ولا بديه حد
الموت عند القردعي ولا الحياه
ومن زوامل الترحيب في مرخة
الجيد يعجبني ويشرح خاطري
من طلعته يعرف ولو عاده سفيه
عقب الحميقاني وعقب القردعي
ياشعاب مرخه من لقيتيه احذفيه
وبعد الاقامة في مرخة مدة
تحرك بعدها الشيخان في القبائل في المشرق اليمني يحشدان القبائل للثورة وقتل الإمام
ومما تزمل به الشيخ القردعي متوعدا بقتل الإمام:
واحنا عزمنا برايش يلحيـود السنـاد
خيلت بارق على صنعاء محل الجهـاد
سيله معابروسقوا بـه جميـع البـلاد
لاما حضرته فلانا نسل مسعـد عبـاد
وتوعد الشيخ علي الحميقاني
كذلك بزامل في البيضاء قال فيه
قولوا ليحيى بن محمد
ما اليوم يامولى الجلاله
قتلك علي فرض واجب
ما عذر منه أو محاله
وقدر الله واستشهد الشيخ علي عبدالرب الحميقاني اغتيالا في البيضاء بإيعاز من الإمام
لأجل تهييجه للناس والقبائل ضد الإمام
ولما حانت ثورة 48م ابتدر الشيخ المندعي بن علي الحميقاني
ليوفي بفرض أبيه ويكمل مسيرته
ورافق البطل القردعي
في بطولة ثورة 48م
وكانا القردعي والمندعي
من مفرزة الكمين للكهنوت يحيى في حزيز بصنعاء
وتم قتله والتخلص منه
وكان المندعي ممن استشهد في ذلك اليوم
والقردعي ممن نجا ثم لوحق وظفروا به
وهناك من الكتاب من يخلط
بين الشيخ علي عبدالرب الحميقاني
وولده المندعي بن علي
فيجعلهما شخصا واحد
رحمهم الله جميعا وغفر لهم وتاب عليهم
وقاتل الله الكهنوت الإمامي وأزاله
بقلم الدكتور عبدالوهاب الحميقاني